الحرب الفكرية

[Asmaa Ism. Almahdi]

أخطر أنواع الحروب.. الحرب الفكرية والمنهجية... فوقع الفكر المنحرف والمنهج الابليسي اشد وطأة من السيف الذي يقضي على الجسد المادي.. ويبقى صاحبه مجرد ذكرى.
الفكر المنحرف والمنهج المنحرف تتوالى تأثيراته عبر العصور والأجيال.
فالنقطة المحورية هنا تكمن بكيفية التميز مابين منهج الشيطان و منهج الرحمن.
مابين تطبيق منهج الحق صدقا وليس ظاهرا ومابين اعتناق منهج الحق وسيطرة الشيطان على تصرفاتنا
فلكل حق ظاهر وباطن باطن يتجسد بدون شعور من صاحبه
فاتباع الحق ومنهج الحق ليس كلام يردد بل هو فعلا تلمسه بتصرفك بصفاتك وبتحولك
فان اعتنقت فكرا ومنهجا حقا ووجدت نفسك تغيرت للافضل باكتساب صفاة المعرفة وكنت مليئا بجنود العلم فانت عامل (عامل على نفسك)
اما كونك اعتنقت فكرا حقا ولم تتغير فاعلم انك بظاهرك تحمل الحق وباطنك اشتمل بوادر الباطل والمتمثل بجنود الجهل.
والله لايريدنا فقط حملة لحقه بل جندا بافعالنا الفكرية والتي تحررنا من فكر التقييد وكل الافكار التي على مر العصور خذلت الحق واهله
فلبيك ياالله تحتاج حرية
لبيك ياحجة الله تحتاج لقوة فكرية تحمل منهجه وتطبقها على ارض الواقع.
حربنا اليوم حربا حامية الوطيس لا هوادة فيها دقيقة كدقة الشعرة فسراطها المستقيم حادا جدا خطواتنا عليه دقيقة فاقل زلة اما تردينا مذبوحين او تجرحنا جرحا يزيد من شراسة معركتنا.
كل الحروب بداخلنا دفينة مكللة بنصر الشيطان فينا.. نحن الاداة التي يستعملها ليحطم من خلالنا الفكر الحق والمنهج القويم
المؤمن وغير المؤمن اداة بيده من حيث نشعر ولا نشعر
المؤمن يفتح الثغرات التي منها يتحول الى اداة تضرب الحق الذي نصره بلسانه ويخدم الباطل بأفعاله لذلك قال الامام احمد الحسن ع
كم من مؤمن يضع الحجارة في طريق الله.
فضرب الحق لايقتصر على الائمة والمهديين ع فأقل تصرف منا وكلمة تؤذي غيرنا فهي اعانة للنفس على الروح.
وعبر العصور وكل مانقرأ ونرى يجعل سؤالا مهما يتراود الى اذهاننا ... لماذا اعانة الشر وجند الجهل يحدث بسهولة وبسرعة وبدون تفكير وتريث؟؟
لما الشيطان قويا فينا؟
واعانة الحق بطيئة يتخللها ساعات من التفكر اافعل ام لا افعل، وممكن الساعات تكون اياما وشهورا!!
لما نور حجة الله ضعيفا فينا؟؟
لما نحطم بسهولة ونشاط ونبني بشق الانفس وبدون حماس.
لم يكن الخلل في الشيطان دوما فلولا فتح الثغرات له لن يتمكن منا حتى وان حوطنا بنيرانه
بالمعرفة واليقين تكون ناره هذه بردا وسلاما حبا وأمانا ببركة من اعطانا دين الله الحقيقي ببركة من تبعناه ببركة صانع الرجال الحق أحمد ع.
لذلك قالوا دوما الرجال تعرف بأفعالها واليوم هذه الافعال هي بذور المنهج الذي اعتنقناه وواجبنا فهمه وتطبيقه.
فمتى تنتهي الحرب؟؟ ويخسر الشيطان؟
ومتى ينتصر الحجة ويبقى النور فينا ولايغيب؟؟
نحن من يحدد نتيجة هذه الحرب... فالله دوما يخيرنا لا يسيرنا
نحن الاداة التي تبني صرح الحق وممكن ان نكون الاداة التي تهدمه اوتعرقله
طريق الحق ليس رماديا
فإما ابيضا بنصرته واما اسودا لخذلاننا له.