Page 1 of 1

العقل مابين المعرفة والجهل

Posted: Sat Oct 03, 2020 5:46 pm
by Asmaa all Aalmahdi
لكل شيء منهجا اما معرفة او جهلا ولكل جهة اتباعها ومابينهما تائه لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء.
فللعقل قدرات للمعرفة الصحيحة كي يخطو في دروب الحق فإما عقلا نورانيا متهج بوهج معرفة المنهج الحق او عقلا ظلمانيا انتهج منهج الباطل
فعندما يتبنى رجلا منهجا الاهيا حقا نابعا من الحرية والفكر الواعي سيواجه كل رموز الظلام وستطعن منهجه سيوف الباطل بكل المسميات فكرا او منهجا او تمسكا بموروث وهنا ياتي دور العقل اما ان يتبع الحق ومنهجه او ينبذه علما فانه لا اشتغال للعقل من دون منهج حقيقي ومعرفة من نبع ذلك المنهج
فكل فكرا جاهلا يهيمن على العقل سوف ينتج الخرافة ويجعلها خطابا رنانا في المجتمعات فيجافي الروح والتي هي اصل منهج الله الحقيقي لانها حاملة لكل مقومات انارة العقول التي تحب ان تعرف وتعمل على قدر معرفتها لنصرة الحق
فالمعرفة هي السبب لارادة الفعل هي السبب للحركة في الاتجاه الصحيح وانتاج الايجابية الملموسة في العمل الحقيقي الذي يطمح له حامل المنهج الحق
فالمعرفة الحق على صاحبها تَبني سبل توظيفها بالصورة الصحيحة في ايطار تطوير العقل من خلال تلك المعرفة والاستخدام الصحيح لها بلا تزويق وتلوين واراءا خاصة من خلال إغناء الادوات التي يستعملها العارف لتحقيق الاشتغال بهذا المنهج
عندما تحصل على المعرفة من المنهج الصحيح الحر فعليك بزيادة الوعي والادراك لا خرافة ولا قيود ولا منطق قديم تفصله لمعرفة نبعت من منهج الحق فتحرفه عن مواضعه جهلا به واعتمادا على موروث مازلت مقيدا به فمنهج الله الحق يستحق التحرر وقتل القيود وكسرها
فلا حق ولا حقوق ترجع بلا معرفة منهج الله وتحقيق مبادئه على ارض مانحن به نعيش
ولتكن المعرفة جماعية لتكون الانسانية منبعها فالفرد والجمع عليه استيعاب المعلومات المعرفية من خلال التجربة والتأمل والكشف والبحث
فكل من لا يمتلك معرفة او نسبة ضئيلة منها سيكون سهل الانقياد وبالاتجاه الخاطيء الذي لايتناسب مع الفكر المنهجي الحق
فكلما نضجت المعرفة لدى حامليها حوربت بالتجهيل والامية مع محاولات حجب فرص الانتفاع منها
فالجهل المتغطرس الطاغي القاضي على صاحبه فنراه محتكرا لرأيه يعادي الحرية ويردع من ينادي منها
فعندما حارب اصحاب الجهل اصحاب المعرفة برروا سطوتهم الاستبدادية في مصلحة الامة والمجتمع والدين والمذهب
فالجهل اما بسيطا متمثلا في عدم الفهم وهذا ممكن تلافيه عند توفر المعرفة وكسر قيود الكسل العقلي
او جهلا كاملا وهو مخالفة العلم والقول بعكسه
او جهلا مركبا وهو الفهم بصورة عكسية فتنقلب موازين تلك المعرفة
وكذلك ادعاء المعرفة واحتضان المنهج ظاهرا واضمار العداء له يجعلك تأخذ من العلم قشره وسطحيته فتكون هيكلا هلاميا مهتز وقابل للتحطيم بابسط الهزات حوله
فتواجه المعرفة ندها الجهل بنا وبداخلنا جهلا قابعا من الموروث داخلنا ومعرفة نابعة من المنهج الحق الذي اتى به رجل من الله ويطرحه لنا فيبدأ الصراع
والجهل يملك جنودا قهرية فعالة فهو دكتاتور محترف وتأثيره القمعي على الاشخاص له ابعادا معنوية ومادية فسلطته مابين الفعل الملموس والقداسة للاديان حيث انه مهيمن ومتمكن اعلاميا فهو سلطة حازمة لا يتجرأ من ينقاد تحت حكمها ان يفكر او يطمح للوصول لأعتاب ابواب المعرفة فتاه مابين المقدس والمدنس والكفر والايمان وبين الخير والشر
فلعب دوره باحتكار لغة الحوار والحديث وينجز مهمته باسكات من يطلب فكرا حرا او منهجا بناءا به نور المعرفة فشعاره الصمت اسلم من التكلم حتى لاتهتز عروش من تسلم حكما بفضل الجهلة
كما انه يحتكر المعرفة بطريقة تنفعه لتضليل من يتبعه فيزين له باطل الجهل بمجال المعرفة المعرفة السطحية الغير مطبقة على ارض الواقع
فهو سلطة احتكارية فردية ترفض المنافسة او الموازاة معها فيتحول كل شيء، تحت ظل قانونها الى هدف ينغرز بذرهُ في افكار معتنقي الجهل
فرأي الجهل هو الرأي الحق وحزبه الحق ومذهبه الحق وزعيمه يكون الاوحد والملهم
لنرى اغلب بلادنا العربية تجهل ومتنعمة بسلطة ودكتاتورية الجهل وعندما يأتيها حامل الفكر والمنطق والمنهج الالهي تحاربه وتنكره لانها قوية بأتباعها
فلو وضعنا شعب الجهل واختيارته في مقارنة بسيطة لوجدنا
ان العراف والمزار هو من يشفي الامراض والسب افضل من النقد البناء والمنقول من الموروث افضل من العقل الذي استنار بنور منهج الله
والحزن والعويل افضل من نصرة الحق والخوف افضل من المواجهة والقفل افضل من المفتاح
لتتمخض هذه العملية وتنتج ديمقراطية حمقاء مدعومة من الجهل والجاهلية وحامليها
وكم من اشخاص سئلوا على مر العصور والازمان ان كانوا يتبعون منهجا حقا وهم محسوبين على اصحاب الجهل او هم اصلا من اصحابه بلا منهج وكان السؤال
واحد والاجابة واحدة على مر العصور
واذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.