المصيدة والفخ الفكري

[Asmaa Ism. Almahdi]

الشرك أو الفخ هو عبارة عن مصيدة ودائرة هوس فكري منغلق ومقيد.
فكر احاط صاحبه بدائرة لا يستطيع الخروج منها وهي مجموعة من الاسقاطات التي لا تعطي قوة لصاحبها او لا تعطيه الجرأة ان يتجاوز هذه الدائرة المحبطة لذاته.
صاحب الشرك (المصيدة) يعتبر نفسه في داخل ايطار مريح لنفسه وذاته وهو مقيد بشرك وواقع بمصيدة لا تجعله يرى خارج هذه الدائرة ومايدور حوله من احداث.
الشرك هذا مهمته الابدية هو التمسك بك وعدم السماح لك بالخروج من محتواه وسيطرته...يجعلك حاملا له كهوية تعريف لك فتكون انت صاحب الشرك (الفخ) وهو اسمك وهويتك وحياتك.
يسيطر عليك الفخ وانت جاهلا لهويته لانه مستنبط من الموروث وماالفينا عليه ابائنا واجدادنا...فيكون الفخ أي الشرك سبب لقلقنا او حزننا او سخطنا ومرضنا بسبب ومن دون سبب يذكر.
لانه المسيطر وقوقعك في عالم بعيد عن الحقيقة من هذا الوجود.
لذلك الخروج من دائرة الشرك والتغيير هو فقط للأقوياء.
فكل شيء في عالمنا المليء بالافخاخ والاشراك خاضع لقانون فإما نكسر قيد هذا القانون بتغيرنا او يقضي علينا بالسجن المؤبد لأرواحنا.
فبتغيرنا تنكسر حلقة الشرك ويدخل نور الحرية.
فالقوة تكمن بالمواجهة مواجهة شركك الذي احكم قبضته عليك وهيمن على وعيك وافكارك قوتك تكمن بعدم الاستسلام لتلك الافعى التي التفت حول زهرة الحياة داخلك لتخيفك وتردعك من الخروج من الفخ والشرك الذي تقبع داخله.
فكلما اطلنا البقاء في اشراكنا وافخاخنا ازدادت تلك الافخاخ قوة واحكمت سيطرتها اكثر واكثر.
وكلما قوى الشرك سيلد افخاخا في الطريق حتى يمل صاحبها من فكرة الخروج منها
الفخ الذي يلده الشرك سيشكك في روحك ويشكك فيمن تحب ويشكك في كل من يحاول اخراجك من هذا الشرك اللعين الذي جعلنا نسخ متشابهة من الجهل وقلة الوعي.
العزم والاصرار واليقين بالله والتوكل عليه هو السلاح السحري لكسر هذا الشرك وهذه الافخاخ.
فالبقاء للأقوى روحيا وفكريا وللاقوى وعيا
للاقوى الذي يعي مستوى شركه وفخه ويحاول ان يكسر شوكة دائرته المغلقة بالمعرفة.
لاتحبط نفسك بالافكار البالية والاحكام بل استمر بالكفاح للوصول والخروج من هذا الشرك.
انت صاحب الخيار وعلمت انك في الشرك ولديك الوعي الذي يخرجك من دائرة فخه
فهو ليس مكان الراحة بل هو شرك العبودية والابتعاد عن الله.
السر يكمن في الاستمرار والمقاومة فأستمر حتى تذوب حدود دائرة شركك وتخرج من الفخ المظلم للسطح المنير.