هندسة مقدسة

[Heaven]

منذ القدم إلى يومنا هذا لم تتوقف المحاولات لفهم هيكلة الكون والنظام العبقري الخفي وراء هذا الاتقان ..وأطلق عليه المهتمين اسم الهندسة المقدسة .. واشتمل النسبة الذهبية وزهرة الحياة المجسمات الأفلاطونية التي ترمز للعناصر الأساسية للخلق كالنار والماء والتراب والهواء .. علم الحروف والأرقام .. فأرقام مثل 3 و 6 و 9 اعتبرها فيزيائيين ک (تسلا) المفتاح لمعرفة اسرار الكون ... الاكتشافات العلمية الحديثة التي تبين كتل على المستوى الذري تتطابق مع كتل تتشكل على مستوى المجرات ..هذه التكتلات تتخذ اصطفافات هندسية محددة تُعرف بالمجسمات الأفلاطونية .
كانت ثقافة الحضارات القديمة أينما وجدت متأثرة جداً بهذه الهندسة ومن رموزها ما استخدمه البعض كنوع من السحر والطلاسم لأعمال الشعوذة... أما آخرون ألمّوا به واهتموا لما له تأثير في تركيبة الإنسان فظهر علم قديم جداً يُسمى الفراسة حيث لايحدد فقط الصفات الأخلاقية والنفسية لشخص بل يتعدى ذلك إلى تحديد الأمراض التي يعاني منها .. واستخدموها في بناء صروحهم ومن أشهرها الاهرامات .. ونحن علمنا من الإمام أحمد الحسن منه السلام والرحمة أن من بناها هو نبي الله ادريس ( أوزوريس ) والذي عرفت الإنسانية في عهده عصر ذهبي من التطور منقطع النظير على كافة المستويات مازالت اثاره شاهدة عليه إلى اليوم .. نفهم إذاً أن هذه العلوم ليست من نتاج عقل البشر بل هي إلهية .. والهدف منها أبعد من حدود المادة .. فالسحر ليس اعمال الخفة والخدع البصري كما لصق بأذهاننا بل هو تأثير طاقة الكلمات علينا والأرقام كذلك ..نعود بهذا إلى (تأثير الترددات والاهتزازات) الناتجة عنها على مزاج وطبع وفكر الإنسان .. فهذا علم وسلاح ذو حدين عظيم النفع والغاية عندما يكون في طريق الله و خطير جدا وفتاك عندما يكون في طريق الشيطان .

هذا بالضبط ما أراده الإمام أحمد الحسن منا أن نفهمه عندما أوصى بقراءة كتاب الهفت الشريف ..أن نفهم مبتدأ الخلق كما شرحه الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه وكيف ابتدأت هيكلة الخلق من النور الظلي الأول الذي انبثق عن الشمس المركزية اي الذات الإلهية وكيف انقسم هذا النور الظلي إلى سبع أنوار ظلية كانت الأساس لكل نظام هندسي كوني عرفه الناس ومالم يتعرفوا به بعد .. وانساق يتجلى فيها هذا النظام السباعي .. في الطبيعة فقد اكتشف العلماء أن عدد مستويات حقول الطاقة التي تنتقل فيها الإلكترونات في الذرة سبعة وعدد صفوف الجدول الدوري سبعة وعدد الأشكال الأساسية للبلورات سبعة وعدد طبقات الأرض سبع وعدد طبقات الغلاف الجوي سبع والشاكرات سبع وعدد ألوان الطيف سبعة وعدد الدرجات الموسيقية سبع .. ولا ننسى السموات السبع .
والرقم (7) له صبغة سحرية في الأساطير الشرقية منذ القدم ..ومنطقة "الشرق الأوسط" كانت وما زالت تمتلك اعتبارات خاصة وعميقة لهذا الرقم الذي يرمز إلى التفاؤل والخير والبركة .. وكذلك كانت "اليونان" و"روما" القديمة تقدسان هذا الرقم وتعتبرانه فأل خير وعلامة بشرى سارة. والشعوب البدائية التي وضعت الأسس الأولى للحضارة الإنسانية كانت تضفي على الرقم (7) خصائص سحرية وقيمة رمزية. وعلى سبيل المثال فإن برج "بابل" مكون من سبعة طوابق، ومدينة "روما" أقيمت على سبع هضبات، و العاصمة الروسية "موسكو" أنشئت على سبعة تلال. والموروث الشعبي الهندي يذكر أشياء كثيرة عن رقم (7)، كما أن الحضارتين الصينية واليابانية كانتا تقدران الرقم (7) لقيمته الإيجابية والبشائرية السحرية التي يرمز إليها.

حتى العناصر الأساسية الأربع التي لها وجود مادي في عالمنا هذا.. ماهي حقيقة إلا مبادئ تمثل حركة أو إرادة أعظمها ماكان متوافقاً مع الإرادة الإلهية ومنها ماكان عكس ذلك .. فتدرجت بها السموات السبع والتي هي أصلاً مستويات روحية .. في حلقة الحرب الكونية من سلسلة الراجعون ألم يذكر لنا أبا الصادق عليه السلام أن إبليس كان من (بُعد آخر) وليس من كوكب آخر فهو كما ذكر من الجن وهم من النار وليست هذه النار المادية التي نعرفها أي التي نشأت كحركة انشقت من النور وعُرفت به السماء السابعة .. فأي حركة أو شكل أو نسق في هذا الوجود بكل مستوياته هو يرجع للواحد اي (النور الظلي ) وهو يرجع للنقطة وهي تعني الحركة التي بدأت من الشمس المركزية أو الذات الإلهية .
ولا نعتقد أننا أصبحنا بعد ما عرفنا من بعض الحق أننا عرفنا كل شيء .. فلا زلنا في البداية فقط .. فكل ما بين أيدينا من علوم مادية وغيرها نعرفها أو تم التكتم عليها من قبل المحافل السّرية الشيطانية ليست سوى حرفين فقط من أصل 27 حرف .. فالإمام الحجة صلوات الله عليه محمد ابن الحسن العسكري سيكشف بعد خروجه المبارك عن 25 حرف وهي العلوم التي لم يتكلم بها بشر قط .