(قل الروح من أمر ربي )

This forum is for all 100 level students of Gnosticism and Esoteric Religion

Moderator: Shana

Post Reply
Heaven
Posts: 26
Joined: Fri Mar 04, 2022 6:54 pm

بما قدّمه الامام أحمد الحسن منه السلام والرحمة من حقيقة أن الأديان المختلفة المعروفة بأنبياءها لنا ومما كشفه لنا من أنبياء غير معروفين أنهم جميعاً جاؤوا بحقيقة واحدة تضمنتها اديانهم رغم التحريف الذي طال هذه الأديان وهي التوحيد والدعوة إلى حاكمية الله .. فالله تعالى هو من يعيّن خليفته وهذا الخليفة لايُعرف من قِبلنا ، لا من خلال مواصفات جسدية ولا غيرها أي ليس بظاهر الخلقة وليس من خلال ما يفسّره ويراه حسب منظوره وفهمه الشخصي كل مرجع ديني ويعمم فهمه على اتباعه .

هذا الخليفة الإلهي هو من يعلن عن نفسه ويقول أنا صاحب العهد والميثاق مع الله تعالى ، انا من أتاني الله الحكمة والعلم .. لهذا لن يجرأ أحد مهما ادعى صفات رسولية ومهما علت مناصبه السياسية والدنيوية ..رئيس ،ملك أو اكبر مرجع سني او مسيحي أو يهودي أو شيعي أن يقول إن منصّب من الله تعالى انا من ذُكرت في وصية النبي الاعظم محمد ص ، أنا هو المنصّب إلهياً ...لأنه يعلم أن الصاحب الحقيقي لهذا المقام سوف يُسأل عن عظائم الأمور والعلوم ، سوف يكون له جواب لكل سؤال يوجّه إليه وفي مقدمة هذه العلوم واعظمها علم (الأرواح) .

نرى الملائكة كيف سجدت لآدم ع لأنه أنباءها بأسماءها أي كرّاتها التي علمها الله عز وجل لآدم ع ومن كانت في حيوات سابقة وهذا العلم كان لم يُعطى لها رغم رفع مستواها . هو علم اختص به خليفته .(وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة ) . ونقرأ في القرآن الكريم كيف جاؤوا إلى النبي الاعظم محمد ص وسألوه عن الروح (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) . وعند الإشارة إلى الأمر في هذه الآية هي إشارة إلى القائم بهذا (الأمر) كذلك وهو خليفة الله في الأرض .

والإمام أحمد الحسن منه السلام والرحمة يكشف لنا من خلال بابه وقائم ال محمد عبد الله هاشم أبا الصادق منه السلام ، تباعاً من هذا العلم العظيم الذي اختصهم الله به .. ويبين لنا حقيقة الموت .

أغلبنا قرأ عن الحضارات القديمة كالفرعونية والسومرية وغيرها كيف كان تلعب فكرة الموت والانتقال إلى العالم الاخر جزءاً مهما من ثقافتهم ووثقوا بالنقش على جدران معابدهم طقوسه . فكان الايمان الراسخ لديهم أن لابد من العودة إلى هذه الدنيا مرة أخرى .
حتى علماء الفيزياء قالوا لايوجد موت بل هو شكل من أشكال انتقال الطاقة (الروح) . فالطاقة عندما تجد وعاء مناسب يحتويها تدخل فيه .

وبالتكلم عن الموروث الديني الإسلامي وما جاء في كتب السنة مثل (مشهد الموت ) وكتب الشيعة مثل (سياحة في الغرب أو مسير الأرواح بعد الموت) عن اهوال القبر ومنكر ونكير وأنه لا رجوع الى هذه الدنيا مرة أخرى فهو باطل . يقول الامام احمد الحسن في كتاب غاية الحكيم [ الوصف الأقرب لهذا العالم هو الرؤيا ، الموت إفاقة لهم من هذه الرؤيا ﴿ فبصرك اليوم حديد} ].

يقول النبي الاعظم محمد ص (موتوا قبل أن تموتوا) دربوا أنفسكم عن الانفصال نفسياً وبشكل طوعي عن متعلقات هذه الدنيا .. أقوم بإلتزاماتي وأؤدي رسالتي تجاه عائلتي ومن حولي وحتى تجاه ما املك مادياً لكن لا اتعلق بشيء منها .. لماذا ؟ لأنه سيأتي اليوم ونرحل مرغمين عن هذه الدنيا فكلما كان تعلقنا كبير بها كلما تألمنا أكثر وأكثر عند الموت .
يقول الامام احمد الحسن منه السلام في كتاب غاية الحكيم [[من الأسباب التي تجعل المؤمن يتعرض للابتلاءات والمحن في الحياة كي ينفصل عن هذه الدنيا ]]. إذاً حتى تتفادى كل هذه الامتحانات بكل بساطة درّب نفسك ألا تتعلق .

أين تذهب الروح عند الموت ؟ هذا ما كُشف عنه لأول مرة للناس جميعاً من فيض علمه الإلهي الامام أحمد الحسن منه السلام عن طريق قائم آل محمد عبد الله هاشم صلوات الله عليهم .. في عالم يُدعى (السمرات) وهي برزخ محطة انتظار الروح لتعود وترجع إلى هذا العالم المادي .. يقول عنه سلام الله عليه [(أنت موجود وغير موجود)] .
المفاهيم هناك مختلفة جداً ، لايوجد زمان ولا مكان ولا مادة .. لا تقيس ما تحس به وتشعره في هذا العالم المادي على عالم (السمرات) .

يقول الله تعالى في كتابه العزيز (لنذيقهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) . هذا العذاب الأدنى الذي بيّنه لنا أنه يخص (الروح) عندما تتسافل فهي ترجع كذلك كما ترجع الأرواح المؤمنة مراراً وتكراراً حتى تنهي امتحانها فترتقي في أعلى الدرجات . والارواح الخبيثة ترجع كذلك في سلسلة كرّات تكون بمثابة عذاب لها ..منها مايكون في المسخ والفسخ والرسخ . ويكونون متذكرين ما كانوا عليه وما اقترفوه في الحياة السابقة وإلا كيف سيكون عذاب لهم .. جاء في كتاب غاية الحكيم أن أبا الصادق ع سأل الامام احمد الحسن ع [[إذن المعّذب الإنسان نفسه من خلال أفكاره ؟ قال الامام منه السلام [[ التفكير والاحساس لن يدرك هذا الألم غير صاحبه]] أما عندما تنتهي كل كراته يذهب إلى النار وهي (العذاب الأكبر) .

يوضّح لنا الامام احمد الحسن من السلام الذي هو أعلم بنظام الله تعالى وكيف يتم عدله .. وجه من أوجه هذا النظام وهو أن الله تعالى جعل الإنسان يُحاسب نفسه بنفسه . عندما يموت المجرمون فيكون لأرواحهم المذنبة خيارات أفضلهم مرّ بالرجوع إلى الدنيا بشكل مُعاق أو لديه مشكلة جسدية أو غيرها .
أما الأرواح الطيبة يختارون الاجساد التي يحلّون بها صاحبة الأنفس الاقرب لطبيعتها . فمثلاً إذا كانت روح شجاعة تحب المواجهة فلن تختار جسد صاحب نفس جبانة .

لماذا تريد الروح الرجوع ؟ الروح متعلقة بهذه الحياة المادية ..تريد العودة للاستمتاع بحواسها . الأمر يمكن تشبيهه بأنك تشاهد حلم جميل جدا لأشياء انت تحبها كثيرا .. وفجأة صحوت من حلمك الجميل على واقع بعيد عن هذا كله ألا تتمنى لو أنك تعود للحلم ؟ هكذا هو تعلق الروح بهذا العالم .

وهناك طرق (تعتقدها ) الروح في الرجوع والدخول الى هذا العالم المادي . إما بطرق باركها الله كالزواج الشرعي أو كما وضح أبا الصادق ع في سلسلة فضح المسيح الدجال عن طقوس العبادات عند الماسونيين والالوميناتي في كيفية استحضار الأرواح الشريرة الظلمانية بطرق منها الجنس الجماعي وليس بهدف المتعة فقط ولكن لجلبها إلى عالمنا لتعزيز سيطرتهم
Post Reply

Return to “Intro to Gnosis - Level 100”